السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أضواء على المحاضرة القيمة التي ألقاها
الدكتور/جامع موسى بالإشتراك مع الباحث اللغوي والناشط الاجتماعي الأستاذ/ أحمد سعد محمد بدعوة من إدارة ساهـوت مكادو وبالتعاون مع جمعية الساهو الإرترية للتراث والثقافة بالمملكة المتحدة وذلك يوم الأحد الموافق 22/5/2022 إبتداءً من
الساعة الرابعة بعد الظهر
وتعتبر هذه المحاضرة ضمن الأهداف الكبرى والمشاريع الطموحة التي تتبناها منظمة ساهوت مكادو العالمية، ولقد كان لي شرف الحضور والمتابعة عن كثب لتلك المحاضرة القيمة وسأحاول هـنا أن أنقل لكم بعض ما جاء فيها لأهميتها القصوى لمستقبل لغة الساهـو
كانت المحاضرة تنويرية حول الجهود التي تُبذل لإدخال لغة الساهـو إلى قائمة اللغات في خدمة مترجم جوجل وهى عملية معقدة بمعنى الكلمة تحتاج إلى كوادر علمية عالية التدريب تتفرغ لهذا الهدف كماتحتاج إلى موارد مالية طائلة
ومن حسن حظنا أن سخر الله لنا هؤلاء العلماء وفي مقدمتهم الدكتور جامع موسى الذي وضع كل إمكاناته العلمية وخبرته العملية الطويلة تحت تصرف منظمة ساهوت مكادو العالمية في سبيل تحقيق هذا الهدف المنشود دون مقابل
كنا نعتقد أن الشعوب تقدر قيمتها ومكانتها بما لها من المخزون المادي أو الإحتياطي من المعادن والنفط وغيرها، ولكن تبين لنا أن غنى اللغة ووفرة كلماتها والتقاليد والثقافات تدخل ايضا ضمن المخزون الإستراتيجي القومي للشعوب, والحمد لله لغتنا غنية بكلماتها ولها إكتفاء ذاتي لا تحتاج إلى الإستدانة من اللغات الأخرى وبفضل الله إستطاع أبائنا ترجمة وتفسير القرآن الكربم وجميع كتب الفقه والنحو والأدب من اللغة العربية دون عناء – وحافظوا على شخصيتهم المستقلة وكيانهم الفريد
الفكرة بإختصار تبدأ بالبحث عن الكلمات في أفواه العارفين والمتحدثين بها أو إصطيادها وإلتقاطها من صفحات الكتب أو
المقالات أو القصص أو أبيات الشعر والحِكم ثم وضعها في قاعدة البيات لمحرك الجوجل على حسب ترتيباتها الأبجدية كما هـو معمول به في القواميس اللغوية وقد أخبرنا الأستاذ/أحمد سعد أنهم إستطاعو جمع أكثر من مئة ألف كلمة سهاوية على مدار بحثهم الطويل ومازال البحث جارياً وكل كلمة لها مدلولاتها ومآلاتها على حسب وضعها في الجملة، وعند النقر على شاشة البحث في مترجم الجوجل سيظهر كل ما يخص الكلمات المطلوبة مترجمة حرفيا إلى اللغة التي نريدها ومن هنا تبرز أهمية وفوائد إدخال اللغة في محرك جوجل وبهذه الطريقة يمكن حفظ اللغة في مواقع آمنة والحفاظ عليها من السرقات أو الإندثار وإستعمالهـا عند اللزوم للتطوير ومواكبة العصر بل وتسجيل الأحداث التاريخية بلغتنا الخاصة من خلال الأشخاص الذين عاصروا الأحداث التاريخية دون الحاجة إلى كاتب بارع يصوغ لهم الكتابة وما يترتب على ذلك من سقوط الكلمات عمدًا أو سهوا أو تلاشي الأحداث التاريخية مع مرور الزمن وما يترتب على ذلك ايضا من طي الصفحات المضيئة من حياتهم نحن في أمس الحاجة إلى معرفتها
كما هو معلوم أن تاريخ الآباء والأمهات والأجداد والجدات لم يكتب بعد، ونحن من ضمن التجمعات الفقيرة في ثقافة توثيق التاريخ وهي ما زالت في ذاكرة الأشخاص الذين عاصروا الأحداث ولا يملكون القدرة على الكتابه،
وبطريقة مترجم الجوجل سيتمكنون من التحدث إلى الأجهزة ويقوم المحرك بترجمة الكلام المنطوق إلى الكلام المكتوب والعكس بالعكس، وستكون لنا مكتبات ثابتة وبهذه الطريقة أيضا يمكننا أن نحافظ على التاريخ من السرقة في عصر العولمة , وللعلم التعامل مع الأجهزة الحديثة بدءًا من المستقبل القريب سيكون بالكلام المنطوق وإذا لم تكن لك لغة معتمدة ومحفوظة في المحرك معدة للترجمة إلى اللغات الأخرى لن تستطيع إصدار التعليمات إلى الأجهزة الحديثة بلغتك الخاصة وستواجه الصعوبات حتى في تحريك السيارات أو فتح الأبواب!
والآن تجري الإستعدادات على قدم وساق في لندن لعقد إجتماع تنويري آخر للدكتو جامع موسى يوم الأحد الموافق : 30 من شهر أكتوبر الجاري لوضع اللمسات الأخيرة على المشروع قبل الإنطلاق تشترك فيه نخب وشخصيات مرموقة من مجتمعنا
ولكم مني فائق التحية والتقدير
اخوكم / عمر إدريس
(أبو عبد الرحمن )
لندن