رحلة الرعب والأمل!
انتابه قلق حاد والخوف الشديد من مخاطر الرحلة عبر البحر الأبيض المتوسط ربما بسبب تجربته الأولى المريرة على نهـر النيل.
والسفينة في هـذه المرة كانت أفضل حالًا من الأولى من حيث الجودة والتجهـيزات الحديثة، وكان الركاب من الجنسيات المختلفة، ونادي المنادي أن إصطفوا صفوفا واركبوا السفينة مطمئنين، وإتخذ إبراهيم مكانه في الركن القاصي من السفينة وتمنى لو كان معه الشيخ صالح المرشد الذي كان يرفع معنوياته في مثل هـذا الوضع ويردد معه دعاء السفر.
ورأى إبراهيم عينًا ترمقه من وسط ركاب السفينة، واستبعد أن تكون الفتاة السودانية التي أنقذهـا من الغرق المحقق من قبل في نهـر النيل، قال: لا لا، مخاطباً نفسه , ثم عاد وصحح التفكير وقال: “ولم لا! الحياة كلهـا مفاجآت !!” ولكن كيف السبيل إليهـا في وسط هـذه الحشود الكبيرة ! وقطع تفكيره إنطلاق السفينة وكانت البدية جيدة وأبحرت بحذر شديد، وكان الجو مائلا إلى البرودة والسماء صافية وحركت الموجات البحرية عادية ولم يبد في الأفق ما يعكر صفو الركاب، ولكن عندما اقتربت السفينة من الشاطئ الأوروبي هـبّت عليهـا الرياح وموجات مائية عالية ومتتالية وقلبت السفينة رأساً على عقب ولم يكن هـناك الوقت الكافي للقفز منهـا، وتمنى إبراهيم وكل من معه لوكانو في غير هذه السفينة المنكوبة، وبدأ الكل يصارع الموت وبدأت الصرخات ونداءات طلب النجدة تتعالى من كل جهة بلغات مختلفة .
واستطاع إبراهيم أن يسبح ألى الشاطئ المقابل من الضفة ، وأخذ أنفاسه ثم قفز مرة أخرى إلى الماء وغاص في الأعماق ولمح امرأة تحتضن طفليهـا في القاع ولم يكن بإمكانه إنقاذ الجميع سحب الطفلين من يديهـا وعاد بهـما إلى بر الأمان ثم عاد إلى القاع مرة أخرى يبحث عن أم الطفلين ووجدهـا منكبة على وجهـها في قاع البحر وأسرع بهـا إلى الشاطئ وقام مع بقية الركاب بعمل الإسعافات الأولية اللازمة ولكنهـا للأسف فارقت الحياة، ولم ييأس وعاد مرات عديدة وإستمر في عملية الإنقاذ إلى أن سقط مغشيا عليه بعد أن خارت قواه ولم يفق الا بعد حضور النجدة الأوروبية وفرق الإنقاذ وهـو يشاهـد إنتشال الجثث ولم يرى الفتاة السودانية لا بين الأحياء ولا الأموات واتهـم عقله بالجنون وكان يوما مشهودا سيبقى عالقا في ذهـنه.
ونقل بعدهـا الى مدينة صغيرة جنوب إيطالية حيث ستتوالى الأحداث ونكتشف مزيد من المغامرات
والى الحلقة القادمة إن شاء الله.
عمر الشيخ إدريس
السلام علیكم ورحمۃ الله وبركاته اخی الفاضل ابوعبدالرحمن مبدع ومبدع ومبدع بكل ما تعنییه الكلمۃ وخلیتنی اتردد علی الموقع بانتزام واترغب بشوق للحلقه القادم رجأََ ولیس امرا ممكن تطول قلیلا الحلقه
اخوك جمال