بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه أجمعين
زخرت الأمّة الاسلامية فى منطقتنا بالعَديد من العُلماء الربانيين الذين وهبهم الله تعالى نعمة الفهم والحفظ، وثابروا واجتهدوا حتى استطاعوا خدمة الدين والدعوة، وكان منهـم الشيخ الجليل محمد عثمان سليمان الذي بدا مسيرته الطويلة والشاقة من اجل ارساء دعائم العلم والمعرفة ونشر الدعوة الاسلامية. وقد بداً حياته من مسقط رأس جده – معلم ادريس – في قرية – إرافلي – التى ولد فيها عام ١٩٣٢ م.
وقد اظهـر حب الدين والمعرفة مبكراً ودخل في خلوة لتحفيظ القرآن الكريم على يد كبار المشايخ والعلماء فى بلدته – ارافلى – ثم سافر منهـا الى جمهـورية مصر العربية والتحق بالأزهـر الشريف وعاد منها في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي كما قيل، وبدأ دروسه الدينية في تعليم الناس في ارافلى وما حولهـا من القرى المجاورة ثم هـاجر منها مكرها ومرغما في مطلع السبعينيات من القرن الماضي بعد ان احرقت -إرافلي – وقتل فيهـا الكثير من أهـلها الابرياء على يد القوات الاثيوبية الغاشمة في مذبحة إرافلي الشهـيرة سنة ١٩٧٠م، الجريمة البشعة التي مازالت مأساتها عالقة في أزهان الناس.
وشد بعدها الشيخ راحلته الى سلطنة – أوسا – العزيزة التي كانت تتمتع بالحكم الذاتي والإستقرار السياسي والإزدهـار الإقتصادي ابان حكم الهـالك هـيلي سلاسي وإستقبله اهـلنا العفر الطيبين بالحفاوة والكرم وعلى راسهم -السلطان على مرح – طيب الله ثراه،، وعندما إستقر به الوضع هـناك بدأ الشيخ كعادته في نشر الدعوة الدينية والقاء الدروس فى إقليم -اوسا – العفري في منتصف السبعينيات من القرن الماضى حتى قامت حكومة الدرق الدموية الاثيوبية بقتل الابرياء وحرق المدن والقرى وتهجير الناس كما فعلت من قبل.
ونحن إذ نتذكر ان الشيخ عثمان كتب اسماء الشهداء وعددهم اكثر من ١٢٠ شهـيد ووزعت االمنشورات في المحافل وارسلت خطابات مكتوب عليهـا أسماء الضحايا الى كل من السعودية ومصر وليبيا والسودان وغيرها من البلاد لطلب الإحتجاج والتنديد فى الجامعة العربية والمنظمات الاسلامية والدولية وذلك بالتنسيق مع اتحاد عام طلبةالعفر بالقاهرة لفضح الجريمة التي ارتكبتها االعصابة الأثيوبية.
وهـاجر الشيخ عثمان مرة اخرى واستقر به المقام فى جيبوتي الخير المجارة ووجد فيها ضآلته المنشودة من القبول والترحيب، وأسس فيها “مدرسة الإرشاد الاهلية” بمساعدة بعض العلماء ووجهاء المنطقة، وهى تعتبر اول مدرسة بعد إستقلال جمهـورية جيبوتي من فرنسا عام ١٩٧٨م.
كما هـو معلوم أن جمهـوربة جيبوتي هـى بلد السلام والمحبة، يعيش فيهـا الكثير من مواطني دول الجوار في امن وأمان. وفى ١٥ من شهر اكتوبر عام ١٩٨١ م عين الشيخ عثمان مراقباً عاما للمدارس القرانية فى المديريات الاربعة لجمهورية جيبوتي وكان تعينه من قبل وزارة العدل والشؤون الاسلامية نظراً لكفاءته العلمية واخلاصه فى العمل الاسلامى، وكان أيضا النائب الأول لرئيس اتحاد المنظمات الاسلامية فى جيبوتي . وعاش الشيخ عثمان المعلم والمربى الفاضل فى هذا الجو الأخوي المتسامح وهـو يؤدي رسالته الى الدعوة والإرشاده للامة الى ان توفاه الله في عام ١٩٩٤ م.
وقد تخرج من المدرسة التي بناهـا الشيخ رحمه الله الكثير من الدعاة وكبار المسؤلين فى الدولة والسفراء، وتواصل اليوم ابنته مديرة المدرسة الاستاذة حليمة شيخ عثمان مسيرة والدها فى بناء المجتمع الجيبوتي متسلحة بالعلم والمعرفة، رغم التحديات والصعوبات التى تواجهها.
وقد احتفلت المدرسة في مطلع هـذا العام بمرور ٤٣ سنة على تاسيسها وتخريج الدفعة ٢٧ من طلبة العلم وبحضور كبار المسؤولين فى الدولة واولياء امور الطلبة والمدرسيين والكل اشاد بكفاح وجهود الشيخ العلامة محمد عثمان سليمان والجو الأخوى المتسامح والإستقرار والأمن والسلام الذي تعيشه جمهـورية جيبوتي.
هـذا قبس من فيض حياة الشيخ عثمان وهـكذا تطوى صفحة من صفحات علماء الأمة وفارس من فرسان الدعوة حافل بالبذل والعطاء رغم عظمة االتحديات والظروف لتنتقل الراية بعدهـا الى جيل جديد وتستمر منابع الخير تتدفق والدماء تتجدد.
عمر إبراهيم
Asalam Alekoum waraxmatullah.
Baskya tarikh Nabba kin naba marhagi sheikh cusman Rummah abbi sugne kaado yakkedo mecemabtenik ednohosanta. Gaab yohisho ustaz Omar Ibrahim