تعريف الأسرة لغةً:
هي اسمٌ مفردٌ، وجمعها: أُسُرات، وأُسْرات، وأُسَر، وهي الدرع الحصينة، أو جماعةٌ يربطها أمرٌ مشتركٌ.[1]
تعريف الأسرة اصطلاحاً:
هي المجموعة التي تُبنى على أساس ارتباطٍ بين رجلٍ وامرأةٍ، وذلك من خلال زواجٍ شرعيٍ بينهما، ويُنتج ذلك الزواج أولاداً وذريةً، وتمتد من ذلك، وتتصل بها أقاربٌ، ولكلّ فردٍ من أفراد تلك المجموعة حقوقه، وعليه بالمقابل واجباتٌ، وبناءً على ذلك التعريف فإنّ مفهوم الأسرة يشمل الزوجين، والأولاد، والأجداد، والجدّات، وما تفرّع منهم، وذلك هو المفهوم الذي يتوافق مع الإسلام؛ لما لهم فيه من حقوقٍ وواجباتٍ، واهتمامٍ، وذكرٍ في مواضعٍ شتّى.[2]
أهمية الأسرة ومكانتها
الأسرة هي اللبنة الأولى للمجتمع ، وهي تتكون من مجموعة من العائلات التي ترتبط ببعضها البعض ، ويقاس المجتمع كله بقوة أو ضعف الأسرة داخل المجتمع. والأسرة في المجتمع ترجع إلى مدى تمسكها بالدين والأخلاق والمعاني الاجتماعية.
يظهر أهمية الأسرة ومكانتها المتميزة من خلال: [3]
- إشباع الأسرة لحاجاتها الفطرية وضروراتها البشرية المتوافقة مع طبيعة الحياة البشرية. على سبيل المثال: إشباع الرغبة الفطرية ، وهي النزعة الفطرية إلى النسل ، وإشباع حاجة الرجل للمرأة ونقيضها ، وإشباع الحاجات الجسدية ، والمتطلبات النفسية والروحية والعاطفية.
- إدراك المعاني الاجتماعية التي لا يمكن تحقيقها إلا من خلال الأسرة. مثل: الحفاظ على الأنساب، والحفاظ على المجتمع خالٍ من الآفات والأمراض النفسية والجسدية ، وتحقيق معنى التكافل الاجتماعي.
- تقوم الأسرة على تحقيق المودة والرحمة لتأسيس مجتمع وتماسك أفراد يتمتعون بالجدارة
- في الأسرة ، يجد الأطفال الراحة الحقيقية ويتمتعون بالرحمة والمودة منذ صغرهم في ظل والديهم. وهذا يؤدي إلى تليين جانب الأولاد ، والتواضع لهم بالذل والخضوع ، والدعاء لهم بالرحمة لخيرهم في تربيتهم وهم صغار.
- الأسرة أساسها العدل والمساواة لكل فرد فيها بحقوقه وواجباته.
- في الأسرة ، يتم تحقيق العدل والمساواة في العشر وترك الضرر بين الزوجين ، وكذلك إقامة العدل والمساواة بين الأبناء.
- تقوم الأسرة على مبدأ التكافل الاجتماعي والتعاون بين أفرادها كافة. لذلك تم سن الأحكام الخاصة بالنفقات والميراث والوصايا.
بعض من آيات من القرآن الكريم عن الأسرة وأهميتها:
قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾[4]
وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾[5]
وقال تعالى: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى﴾[6]
وقال تعلى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾[7]
وقال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ﴾ [8]
وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [9]
بعض الأحاديث الشريفة عن الأسرة وأهميتها:
عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي. [10].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم الحسن بن علي رضي الله عنهما، وعنده الأقرع بن حابس، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (من لا يرحم لا يرحم) [11]
عن النعمان بن بشير-رضي الله عنهما- قال: تصدق علي أبي ببعض ماله، فقالت أمي عمرة بنت رواحة: لا أرضى حتى تشهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فانطلق أبي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليشهد على صدقتي فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أفعلت هذا بولدك كلهم؟ قال: لا، قال: (اتقوا الله واعدلوا في أولادكم، فرجع أبي، فرد تلك الصدقة».[12]
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ ) .[13]
مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى[14].
عن عبد الله بن عمر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته، -قال: وحسبت أن قد قال: والرجل راع في مال أبيه ومسؤول عن رعيته- وكلكم راع ومسؤول عن رعيته[15].
المراجع
- “تعريف ومعنى الأسرة”، almaany.com،
- د. علي بن عبده بن شاكر أبو حميدي (14-4-2013)، “تعريف الأسرة”، alukah.net،
- د. عبد اللطيف بن إبراهيم الحسـين، “دور الأسرة في رعاية الأولاد”، saaid.net،
- سورة النساء، الآية 1.
- سورة الحجرات، الآية 13.
- سورة طه، الآية 132.
- سورة الروم، الآية 21.
- سورة النحل، الآية 72.
- سورة التحريم، الآية 6.
- رواه الترمذي
- أخرجه البخاري(5997)
- رواه النعمان بن بشير، أخرجه البخاري (2587)، ومسلم (1623).
- رواه البخاري (2067) ومسلم (2557)
- رواه النعمان بن بشير، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2586.
- أخرجهما البخاري ومسلم في صحيحهما عن ابن عمر.
صالح محمد عبده