يختلف المسلمون في طريقة إستقبالهـم لشهـر رمضان المعظم في هـذا العصر، منهـم من يزينون الشوارع والمساجد وشراء الفوانيس الرمضانية للأطفال لجلب البهـجة والسرور عليهـم ومنهـم من يقيمون موائد الرحْمن في الشوارع والتي إنتشرة بكثرة في الأواني الأخيرة.
ولأهـلنا خصوصية في طريقة إستقبالهـم لهـذا الشهـر الفضيل أغلبهـا في إعمار المساجد بالصلوات والدروس الدينية وتلاوة القرآن والحث على اعمال البر والخير.
وقد حافظت منظمة ساهـوت مكادو العالمية منذ نشأتهـا على هـذا النهـج الرشيد، وفي كل عام تعلن حالة إستنفار قصوى في كل مكاتبها المنتشرة في أنحاء العالم، وتقوم عبر وسائلهـا الإعلامية بتقديم الدوروس الدينية ونشر الإعلانات التي تحث الناس على التبرع وعمل الخير،
ويكونوا أعضاء اللجان من الشؤون الإحتماعية لساهـوت مكادو العالمية على أهـبة الإستعداد والسفر إلى مناطق تواجد الفقراء واللاجئين وذلك لتقديم يد العون من تبرعات المحسنين من اهـلنا الذين لا يبخلون في أداء الصدقات.
وحري بنا في هـذا المقام ان نفتبس بعض من هـدي النبي صلى الله عليه وسلم في كيفية إستقباله لهـذا الشهـر المبارك ويصف هذا الخلق النبوي الصحابي الجليل ابن عباس فيقول:
«كان رسول الله أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة».
وكان عليه الصلاة والسلام يحث على الأخلاق الحسنة في هذا الشهر، فالصيام طريق للتقوى ورفعة الدرجات، فقال عليه الصلاة السلام:
«الصيام جُنَّة، فإذا كان أحدكم صائماً فلا يرفث ولا يجهل، فإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم، إني صائم».
وقال صلى الله عليه وسلم مبيناً أثر هذه الأخلاق:
«من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه».
وكان صلى الله عليه وسلم يحث على القيام في رمضان، فقال:
«من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه».
فلم يكن الصيام في رمضان سبباً لترك الواجبات أو تضييع الحقوق بدعوى التعب والمشقة التي يجدها الصائم كما هو حالنا في هـذا العصر، بل إن بعض الأحداث الكبار المهمة في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وقعت في شهـر رمضان، كغزوة بدر الكبرى، وفتح مكة، وهي غزوات كبيرة شهدت انتصارات للإسلام والمسلمين وغيرت مجرى التاريخ…🌱
ابو عبد الرحمن