الذي لا يملك الماضي لا يستطع أن يعيش عزيزاً مكرما في الحاضر، ولا يقدر أن يبني المستقبل واثقا من نفسه على أسس سليمة، ولذلك دائما أحاول أن أقتبس عن سيرة الأباء والأجداد حتى نتعلم منهـم كيفية إدارة الأزمات والتحدّيات لتكون لنا زاداً في حياتنا اليومية ونبراسا تقتدي بها الأجيال القادمة.
تاريخ الإرساليات التبشيرية الذين أتوا من إيطاليا وغيرهـا من الدول الأوروبية إلى مناطقنا من أجل تنصير أهـلنا يطول ذكره وقد إتخذوا أشكال متعددة مثل تحسين التنمية الإقتصادية، ومحو الأمية، ونشر التعليم، والرعاية الصحية، وبناء دور الأيتام. ودائما كانوا مزودين بالإمكانيات المادية الضخمة والكوادر البشرية عالية التدريب.
ومنهـم من تعلموا لغتنا الجميلة وتحدثوا بهـا لدرجة الإتقان، ومنهـم من كان يطالب بكتابتهـا ونشرهـا بين الناس ليس حباً لثقافتا وإرث أجدادنا كما نفعل نحن لآن، ولكن ليسهـل عليهم إختراق جدار مجتمعنا المنيع، ولمحاربة اللغة العربية وهـدم عقيدتنا الإسلامية.
ومع هـذا الوضع الخطير، تعامل أهـلنا معهـم بكل حرفية والذكاء، وأظهـروا لهـم قمّة التسامح الديني والتعامل الإنساني، وقبلوا التحدي وأدخلوا أطفالهـم في مدارسهـم الدينية ليتعلموا منهـم اللغات والرياضيات وعلوم الحياة، وإستفادوا من المساعدات الإغاثية والرعاية الصحية التي كانوا في مسيس الحاجة إليهـا.
وفِي المقابل نشروا الكتاتيب المضادة لتحفيظ القرآن في جميع المدن والقرى، وتوزع العلماء ينشرون دروس الفقه في المساجد التي عمروهـا بجهـودهـم الذاتية.
ولله لحمد والمنة لم ينالوا منا خيرا وفشلوا في تحقيق أيا من أهـدافهـم.
ولذاك مازلنا نتوجس من أي دخيل يطالبنا بتطوير لغتنا وشؤون حياتنا تحت أي ذريعة ..
ورحم الله الخليفة الراشد عمر بن الخطاب- رضى الله عنه- عندما قال:
(نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله).🌱
أبو عبد الرحمن
Gaab noh isho sunnacul xayä