لقد وقعت في منطقتنا في السنين الأخيرة احداث جسام غيرت وجه الأرض ومجرى التاريخ، وكان لأهلنا نصيب من تلك المعاناة مثل فقد الوظائف او إفتراق الأسر وتمزيق أواصر العوائل، ولكن كعادة أهـلنا واجهـوا التحديات بالتخطيط السليم وبالإصرار والصبر وعدم الإستسلام، وإنصقلت قلوبهـم النقية بالمحن كما تصقل النار الحديد.
وقد غيب الموت أيضا في السنين الأخيرة الكثير من أناس أعزاء علينا، الذين إعتصرت عليهـم قلوبنا حزنا وعيوننا دمعا، ورحم الله جميع موتى المسلمين.
لسنا قوم تزروهـم رياح التغيير أو لكمات الزمن، ولكن لنا دور أيضا في صنع الأحداث وتسجيل الأهـداف في مرمى التاريخ، وما هـو هـذا المنتدى المبارك المليئ بالنشاط والحيوية على مدار الساعة، إلا نتاج ذلك العمل الدؤوب والإصرار على النجاح. ومساهـماتنا في إغاثة المحتاجين في إقليم تجراي وما عاناه إخواننا في لجنة الشؤون الإجتماعية لتوصيل المساعدات لا تخفى على أحد، ونحن على أبواب شهـر الفضيل شهـر الخير والبركة ستكون لنا ايضا جولات مع أهـل الخير من المحسنبن.
وجاءت الكورونا لتخلط الأوراق وتحبس الدول وفي هـذا الصدد أسمحوا لي أن أنقل لكم بعضا من تجاربي الشخصية والإشادات لعلها تساهم في حماية الأرواح، ولابد ان أشير هنا أن هذا المرض لا يدخل علينا من النوافذ بقدر ما نحن الذين نفتح له الأبواب ونستلمه بأيدينا أو نستنشقه بمحض إرادتنا والوقاية منه جد يسيرة، لو إتبعت التعليمات والإرشادات المتوفرة الآن في كل مكان.
ولابد ان أشير هنا أيضا أن هذه التجربة الشخصية لا تنطبق بالضرورة على الجميع وعليه يرجى إستشارة الطبيب إذا شعر اي أحد بأي أعراض وحفظ الله الجميع.
عندما أحسست بالأعراض الغير مؤكدة في البداية لم أنتظر ظهـور النتيجة، بل وضعت إستراتيجية التعامل مع المرحلة، وكانت عبارة عن تقوية الدفاعات الداخلية التي تضمنت برامج المحافظة على الغذاء، وإبعاد ذهـني عن كل المؤثرات الخارجية التي قد تسبب لي القلق والتوتر عن طريق إيقاف متابعة الأخبار السيئة والمقاطع المرعبة، وعوضت نفسي على التسلية ورفع المعنويات.
والخطة الثانية كانت حبس هـذا الفيروس بداخلي حتى يموت غير مأسوف عليه، بدل نقله الى الآخرين، وخاصة أهـل بيتي، وتمّ فرض حصار كامل على الغرفة لمدة عشرة ايام، وعدم السماح بخروج أطباق الأكل او أدوات الشرب مرة أخرى، بعد دخولهـا الى الغرف، وتم منع الإقتراب او تصوير الغرفة التي أصبحت بين ليلة وضحاهـا منطقة عسكرية مغلقة.
وبعد إنتهـاء فترة الحجر الصحي أخذت مني فترة طويلة حتى أقنع أهـلي وعيالي بأني أنا هـو !
وهـذا كان في العام الماضي، ثم أصبت مرة أخرى، وكانت اكثر إيلاما وأشد فتكا، مما تطلب دخولي المستشفى وتلك قصة أخرى.
لا أراكم الله مكروهًا في من تحبون“
ابو عبد الرحمن
Mashalah gaab noh isho sunnacul xaya
Mashallah
تسلم ابو عبد الرحمن Gaab noh isho