عندما كنا صغار، كنا نسمع بعض من إخواننا الكبار من اهـل المدن، وهـم يتحدثون باللغة التقرينية يضيفون إليهـا بعض الكلمات من اللغة الإيطالية، لمجرد ظنهـم انهـم كانوا يحسنون المستوى الإجتماعي أو الظهـور بمستوى التحضر.
وللحقيقة أهـلنا على العموم لم يكونوا بهـذا السوء من الأدب مع لغتنا بل كانوا يعيبون على من لا يجيدوهـا ويسخرون منه.
وللحقيقة أيضا كانوا يبذلون قصارى جهـدهـم لتعلّم اللغة العربية حتى يفهـموا معاني الدين والقرآن ويحرصون على حفظ المدائح النبوية.
ثم إمتدت بِنَا الهـجرة وطال علينا الأمد وقست قلوبنا على بعض، ونسينا حظا من مفردات لغتنا الجميلة، وبقيت ذكريات الأرض والأهـل عالقة في الأذهـان فقط، وكدنا أن نفقد الثقة في أنفسنا،
لأننا إستيقظنا على جيل كامل من الأبناء والبنات الذين لا يفقهـون شئ عن ثقافة الأباء والأجداد، ولا يعرفون عن تضحياتهـم الغالية وتاريخهم المجيد الذي سجلوه بالبذل والدماء، وسطر بأحرف من النور على جدران الزمن.
ونسمع من وقت لآخر على أن من تبقى منهـم على قيد الحياة، أصبحوا يصارعون الأمراض او يخطفهـم الموت، وتتوارى علينا الأنباء بأنهـم يرحلوا عنا واحد يلي الأخر، وكل ما نفعله التسابق على صفحة المكادو للترحم عليهـم ( تحصيل حاصل ) وكان الأجدر بِنَا أن نكرمهـم وهـم على قيد الحياة.
ولكن مع بزوغ فجر ساهـوت مكادوا الذي سيسجّل في التاريخ بأنه عصر النهـضة، والذي أصبحنا فيه نبحث عن الكلمات المفقودة في أفواهـنا، والعادات المهـددة بالإنقراض عن مجتمعنا، أصبحنا ننظر إلى من يجيد لغتنا الجميلة إعجابا وإمتنانا كأنه جاء من كوكب آخر.
وهـكذا يستمر البحث عن الذات والعودة إلى الجذور، ونتمنى أن تصحبه صحوة العودة إلى الدين، رحم الله الإمام مالكا يوم قال:
“لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها “.
نسأل الله أن يعز الإسلام وأهله.🌱
أخوكم / أبو عبد الرحمن
Mashallah mashallah wallahi aba taninim mangum mece shoqle kinninyallakongeya bas
بارك الله فيك استاذنا عمر ادريس على هذه اللفته الكريمة والتذكير باهمية الحفاظ على التراث و الهوية الثقافية لمجتمع الساهو … مقال رائع ونأمل منك الكثير ان شاء الله